حول الكتاب
إنك لتسأل من غير ريب كيف أستطيع أن أروي هذه المحادثات ، وذلك على الرغم
من تحفظي وأعترف لك أنني أثناء إقامتي المدريدية ، عندما لم أكن بعد سميناً
ولحيتي لم تشتعل شيباً ، قد حلمت بكتابة رواية ومثل أي شخص يأسره ميله إلى
الكتب ، فإن فكرة إضافة مجلد إلى المكتبة العالمية قد أغوتني وكأنها
الخطيئة فتخيلت شخصية ، مبدعاً فناناً أخفق في حياته بسبب كذبة واحدة وتقع
أحداث هذه الرواية في بوينس آيرس ولأنني لا أثق في مخيلتي أقل مما أثق
بذاكرتي ، فقد قلت لنفسي إن مسارات بيفيلاكا تغذي شخصيتي المتخيلة وسرعان
ما تبينت أن ذكريات بيفيلاكا ينقصها الانفعال ، واللون ، وهي تخلو من سبق
الإصرار ، فقد بدأت أحمل قليلاً من التخيل والحبور إلى حكاياته .